كلمة العهد

لرئيس الإتحاد الوطني لأرباب العمل والمقاولين

الأستاذ محمد يزيد ملياني

في مشروع مسؤولية بناء المجتمع المتحضر

جعل الله في خلق الإنسان نموذجا يقتدى به في تكامل التسيير ونجاعة التدبير، وبث في العقل الإستشارة، وأصبح بفضل الحكيم، الكل المعقد جد يسير.

ورسالة الإنسان في الأرض، أوكلها الله عز وعلا إليه، دليلا مجزما على عظمة علمه ووحدانية إلهيته، فكان للإنسان الشرف والتكريم في قبول حمل الأمانة، وهو يجهل مدى بعد أهمية ذلك، لجهله بما هو منوط به، فأضحى ظلوما جهولا.

فليس الزعيم من كللته الدنيا تاج الثراء والسلطان، إنما السعيد من تذكره الملائكة عند الرحمن بالخير، ويسدى له وسام الرجل عند سدرة المنتهى، وخير الخلق من أدى ما له وما عليه من واجب واختار لنفسه الأداء الأفضل، لبسط ميزان الإصلاح في الأرض، هو يعلم يقينا، لنقل الجبال من أماكنها أهون من معاناة قلوب الرجال، وكان الإنسان مسؤولا.

فلا تربية أثمرت، ما لم تغيروا ما بأنفسكم، ولا إقتصاد أينع، ما لم يضبط فيه الحساب بعلمكم وحبكم الخير لإخوانكم ما تحبونه لأنفسكم، ولا صحة تعافت، ما لم يشتهي علمكم مجالسكم، وحب أطبائكم للمال عن عافية شعبكم، ولا أمان تلاشى فيه الخوف وانكسر، ما لم تعدوا القوة والرباط، وتأخذوا الحيطة من أعدائكم، ولا سطعت شمس الإستقلال ولا تظاهت، ما لم يستقر فيه القرار بعدلكم، والكل يجتمع عنده التحضر، بحبكم الخير كل الخير لوطنكم، وإذا كان لمن أوكله الله المسؤولية الحظ في ملامستها، فليرجوه أن يعينه عليها، ولتكن الحكمة لدى من يحكّم الأمور، والمجلس الجليس شورى في تدبر الرأي، والأصل فالأصل، أن يكون لكم سندا من اطلع على العلم والعارفين به، والوقت سنّة، يضبط فيه القرار فيمهل ولا يهمل، والحيطة والحذر سلاح المؤمن الكيس الفطن، ولا مجال إذا تذكر الإنسان سوء أمر نفسه، سوى أن يستغفر ويتوب، فذلك زاد التوفيق وترجيح للعقل، كما أن الإستعانة بالله ثقة في النفس، لا يراها العبد إلا وهو مطمئن.

فلا حياة إلا بالأمل، ولا تقدم وازدهار إلا بالعمل، ولن يكون المؤهل لنهضة أو لتقدم أو لحضارة، ولن يجدي نفعا، ما لم يستحضر لأجله الإخلاص في العمل وحب الشعب و الوطن ، "وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا".

الرئيــس : محمد يزيد ملياني