بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، حبيبي محمد بن عبد الله، رسول رب العالمين، عليه الصلاة وأزكى التسليم، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.
- السادة نواب مجلس الأمة..
- السادة نواب المجلس الشعبي الوطني..
- السيدات والسادة رؤساء التنظيمات الجمعوية الوطنية..
- السادة المدراء العامون للمؤسسات الإقتصادية العمومية منها والخاصة..
- سيداتي الفضليات..السادة الأفاضل..مؤسسي الإتحاد الوطني لأرباب العمل
والمقاولين..
- السيدات والسادة ضيوف الشرف..
أرحب بحضوركم، وقد شهد قلبي في يومكم هذا، على حبي وامتناني الصادقين لما أخلصتم فيه، في جمعكم هذا، ولتلبية دعوتكم، ليس إلا، توثيقا منكم لحبكم الخير للدولة الجزائرية، في سعيكم لتحقيق أفق مشروع التقدم والإزدهار، فكنتم ولا زلتم السابق الأسبق، والوافي الأوعد، لتطلع أبت الجزائر إلا أن تكونوا همزة الوصل فيه، ولمجتمع شعاره، "الوحدة والتوحيد لبناء جزائر المليون ونصف المليون شهيد".
السيدات الفضليات.. السادة الأفاضل.
رسالة الإنسان في الأرض، أوكلها الله عز وعلا إليه، دليلا مجزما على عظمة علمه ووحدانية إلاهيته، فكان في ذلك للإنسان الشرف والتكريم في قبول حمل الأمانة، وخير خلق الله من أصلح في الأرض، وأدى ما وفقه الله إليه، وما عليه من واجب، هو يعلم أن وجوده فان، ولا خيار في ذلك إلا ما إختاره الله له، وكان الإنسان مسؤولا.
وإن من مسلمات النجاح، الإستعانة بالله ولملمة العدة والعدد لصالح البلاد والعباد، وتكون تابعات المضي والمسار، رهينة التجارب والفطنة، وأفضل سلاح يأخذ به الرجل في رسالته، رجالات يحسبون على مصلحة تحقيق التقدم والازدهار.
ولما استوجب الأمر كذلك، ولاحت البصيرة في أفق ضرورة الوقوف إلى جنب المصلحة العامة، نادى فؤاد كل واحد فيكم، وصدّقه حضوركم وإلتفافكم، حول تأسيس الإتحاد الوطني لأرباب العمل والمقاولين، تلبية لحاجة الدولة الجزائرية المستقلة إلى مواكبة التطور الإقتصادي، لا سيما في المجال التكنولوجي وفي مجال التسيير، وتحصيل الرقي الإجتماعي، وتتويجه بالقيم والمبادئ النبيلة، وأصبح لزاما علينا، بل لم نجد بدا في ذلك دون ضرورة المشاركة الفعلية والفعالة في تجسيد البرامج التنموية، بل ستكون الأهداف المسطرة بالقانون الأساسي للإتحاد الوطني لأرباب العمل والمقاولين، شاهدا على العصرنة الميدانية التي نتوخاها، ضمن سياق المشاركة في بناء الدولة إقتصاديا وإجتماعيا، وتوفير الظروف والأجواء لذلك في شتى المجالات ذات الإختصاص، بما يؤهل عضو الإتحاد إلى العمل نحو خلق حياة أفضل.
ولقد أثرت توليفة نماذج التطورات في شتى مجالات الحياة إيجابا، على حياة المجتمعات في الدول الرائدة، ولم يكن مقياس ذلك في تحصيل هيمنتها إقتصاديا على السوق العالمية، وفرض نظام معتقد مجتمعاتها، سوى إنشغالها الجدي المستمر بضرورة ذلك، موفرة للهدف المتوخى كل الوسائل والظروف، من خلال مراكز البحوث العلمية التي أقرت تأكيدها للعالم، بأن القوة والهيمنة لن تتأتيا، إلا بتركيز ميكانيزمات البناء الحقيقي نحو خلق الحضارة، وتكون نماذج البحوث في ذات السياق، حلقة الوصل الوطيد لأجل الترابط الفعلي بين مكونات المجتمع المتحضر.
فإذا ما عملنا في إتجاه المشاركة البناءة نحو جزائر تؤمن بقدرات إطاراتها ومؤهلات متعامليها في خلق قوة اقتصادية نموذجية وطنية، تسعى إلى تحصين مستقبل الأجيال، وتأمينهم من التبعية العمياء لغير ما يصب في الصالح العام، وإذا ما عملنا على تكوين قادة ومنخرطي الإتحاد في مجالات نشاطهم، بغية تجديد معلوماتهم وتحسين مستويات آدائهم، بما يتماشى والتطورات الحاصلة في المجالين التقني وكذا القوانين المنظمة لذلك، وإذا ما أفضى إهتمام مشاركتهم في تطوير الإقتصاد القومي، إلى توضيح الرؤى حول المستجدات الواجب توفرها، ما بعد مرحلة البترول، كخلق برامج تطوير الفلاحة، ورفع محصول الإنتاج ونسب الإنتاجية، وإعطاء الأهمية القصوى للثروة المائية، وإستغلالها أحسن إستغلال، باعتبارها أساس الحياة، وتشجيع الإنشاء المنطقي الهادف والمنظم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة المنتجة، بما يخدم المصلحة الاجتماعية في إطار التنمية المحلية المستدامة، ولا سيما، في مناطق الجنوب الكبير والهضاب العليا، بإعطائها الأهمية القصوى في جميع الميادين وعلى كافة المستويات، شريطة أن يكون سلاح الوقوف في وجه الفساد بكل أشكاله شعار صدقنا وحبنا لتبليغ أمانة الوطنية الحقة، عندها ستتوج مجهوداتنا لا محالة بتصديق ما تصبو لتحقيقه دولتنا المستقلة، وتكون لنا البصمة حينها شاهدا على مصداقية الطبقة المنتجة في تفعيل دورة المال، وخلق النماذج الفضلى لإقتصاد يلوح في أفق النمو والتطور والإزدهار.
أيتها السيدات.. أيها السادة.
إن الإقتصاد القومي لهو المحك الأساسي، والقلب النابض للدولة، ولا مكانة للبرامج الإجتماعية، و لا مجال للبرامج الثقافية، ولن يكون كذلك مجال للسياحة أو للتهيئة العمرانية أو لشق الطرقات أو لغير ذلك، دون أن تكون الكلمة لإقتصاد كامل متكامل، ترسم معالم نجاحاته، نجاعة التخطيط، والإشراف، والتنفيذ، كل في إطار حسن التسيير، مع مراجعة مدى إنجاز لياقة الترابط الفعلي بين البرامج، في إطار بحث علمي، بطاقة تعريفه "المولد الفعلي للحركية الإقتصادية"
فلا مجال لإقتصاد يعلن إستقلاليته عن دورة رأس المال الإنتاجي، ولا عن الضبط الإحتياطي النقدي، ولا عن سيرورة ذلك معية الإنفاق القومي في ظل المحافظة على القدرة الشرائية، وتعاطيها مع الحداثة والتطور في ظل إرتياح إجتماعي متكامل، فالإطعام من الجوع والإطمئنان من الخوف على المستقبل، لن يضمنه إلا إقتصاد تضبطه شروط الحركية في ذات المجال، بعيدا عن الإختلالات التي تضر عن بعد أو عن قرب بالعملية الإنتاجية والخدماتية في شتى المجالات، وكون الإتحاد الوطني لأرباب العمل والمقاولين سيعمل في إطار قوانين الجمهورية، على تفعيل النظرة المستقبلية بالعمل الدؤوب والفعال، وفرض العمل الإنتاجي الجزائري، بألوان العلم الوطني، على السوق المحلية والدولية، لن تكون عندها الإعتباطية والإنتهازية وحب الذات منهاجا لنا، بل إسهام وإسهام، لإضافة لبنة التنمية المستدامة، وإتحاد يكون بقوة رجالاته جندي الإقتصاد الوطني، والعين البصيرة للمصلحة العامة، والفكر العلمي منطلقا وأساسا، لتحيين الرؤى والنظرات، ولن يكون هناك إلا ما يرضي ضمير القومية الجزائرية، تبليغا في ذلك لرسالة عنوانها الوطنية الحقة.
أيتها السيدات المحترمات.. أيها السادة المحترمين.. مِؤسسي الإتحاد الوطني لأرباب العمل والمقاولين.
إنكم وليتموني أمر الإتحاد، ولقد قبلته منكم بتكليف، وإني لست خيرا منكم، فالرسالة تقتضي الأمانة، والواجب يقتضي النضال، والرجولة فحولة، ولا دوام إلا لله، وعيب علينا، بل من العار، إذا ما حملنا الرسالة، ولا نقضي ما أمرنا كواجب علينا أن نقضي فيه، وما نحن في الأرض إلا خلائف، والقوي فينا قوي لنا، والضعيف فينا قوي بنا، ولسنا ها هنا قاعدون، بل سنعمل في إتجاه المشاركة الفعلية والفعالة، في إطار ما خولتنا إياه قوانين الجمهورية، على تقوية شوكة إقتصادنا، والمساهمة في ترقية مجتمعنا الجزائري، إلى مستوى الاستقرار المعيشي، حتى لا يفتن ولا يغتر، بعيدا عن الفساد، بل مجتمع راقي ومتطور، في إطار إستقرار إقتصادي وإجتماعي.
أيتها السيدات.. أيها السادة.
لا يمكنني أن أختم مداخلتي هذه، دون أن أشكر لكم ثانية ثقتكم في شخصي، لتولي رئاسة الإتحاد الوطني لأرباب العمل والمقاولين، وأعدكم أن لن أكون إلا مناضلا في أوساطكم، ومنسقا لجهودكم وعطاءاتكم، وفقنا الله مجتمعين غير متفرقين، وعاقبة النجاح للمخلصين، وآخر كلمة أقولها بلسان صدق، تبقى راسخة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وبقلب يخشع، وعين تدمع، كلمة ضحى لأجلها أخيار الشعب الجزائري، أقولها ختام الطيبات " تحيا الجزائر تحيا الجزائر تحيا الجزائر "
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
رئيس الإتحاد
محمد يزيد ملياني